مرة أخرى، رجل في سطيف يُخرّب ثديي تمثال عين الفوارة
سوف تكون أثداء عين الفوارة التي تم تخريبها مرة أخرى في سلام في اليوم الذي ستكون فيه أيضا أثداء جميع نساء هذا البلد على نفس الأمر!
أعتذر، أعتذر… لن أنزعج بسببها… طالما أن النساء اللواتي يحترقن أحياءً تحت نظرة الصمت المتواطئ لم يُثرن غضبكم أو حرّكتكم لإحداث تغيير حقيقي.
هذا التعليق يعود إلى عام 2018 فيما يتعلق بنفس الموضوع (رجل في سطيف يقوم بتخريب ثديي تمثال عين الفوارة في سطيف).
باسم الاثداء أبدأ هذا المنشور:
لم يصدمني ما يتعرض له تمثال عين الفوارة، لكنني مصدومة من عدد ردود الفعل التي أثيرت…!
ألم يحدث هذا في بلد أين المعايير ميزوجينية صورة واضحة؟
هل لم يحدث هذا في بلد يوجد به لحدّ الآن حظر التجول لمعظم النساء؟
هل لم يحدث هذا في بلد تتلقى فيه النساء على الأقل إهانة واحدة يوميًا في الشارع فقط بسبب كوننا امرأة؟
ألم يحدث هذا في بلد يجب عليك فيه إخفاء ثديك لإرضاع طفلك؟
ألم يحدث هذا في بلد تكون النساء فيه نصف شيء ما؟
ألم يحدث هذا في بلد لا يزال فيه قانون الأسرة قائمًا؟
ألم يحدث هذا في بلد تقاس فيه الكرامة والشرف بجسد النساء وملابسهن؟
ألم يحدث هذا في بلد يتعرض فيه جسد النساء للعنف في أقل فرصة ممكنة؟
ألم يحدث هذا في بلد قُتلت فيه رزيقة شريف تحت أنظار المارة اللامباليين؟
ألم يحدث هذا في بلد احترق فيه جسد أميرة مرابط حيا؟
ألم يحدث هذا في بلد تكون فيه المساواة كلمة تصدم باسم العدالة بينما كلمة “طريحة” مقبولة بل وتشجع على ذلك؟
ألم يحدث هذا في بلد يكون فيه الحديث عن السحور أفضل من الحديث عن الإجهاض؟
ألم يحدث هذا في بلد تضطر فيه الأم العزباء إلى إخفاء نفسها وطفلها مدى الحياة !!!
ألم يحدث هذا في بلد يعتبر التحرش فيه عادة وابتذالاً؟
ألم يحدث هذا في بلد يتواجد فيه العنف في كل مكان دون رد فعل؟
ألم يحدث هذا في بلد تكون أجساد النساء فيه هدفا للكراهية وملكا للجميع؟
وأنا قد لا أتوقف… لا يمكنني كوني نسوية أن أدين ما حدث مرة أخرى، وما سيحدث مرارًا وتكرارًا ضد ثديي تمثال عين الفوارة؛ في وقت تتعرض فيه جميع النساء للمثل والأسوأ؛ يكذبون علي ويقولون لي إنها ترمز إلى الكثير بفضل ثدييها المثاليين؛ عندما، على غرار العنقاء، تروي الحقيقة بهذا الفعل الكراهي؛ كلماتكم لا تفيد في شيء…
إذا كنت ترغب في إنقاذ التمثال، فحرك نفسك ضد التمييز ضد النساء الذي أدى إلى مصيرهن، ضد النظام الأبوي الذي جعلهن هدفًا؛ ضد كل أنواع الظلم التي يجب أن تُزال؛ لكي لا نعيش في مجتمع يحتاج حتى تمثال جسد امرأة إلى كاميرا مراقبة ليظل في سلام!
إذا كان هناك أثدين أفكر فيهما في هذا الشهر، فهما الأثداء التي تعاني من سرطان؛ بالنسبة لبقية الأمور، إذا كانت هناك شخص يرغب في التخريب على تمثال، فليفعل ذلك، طالما تسمح له المجتمع بهذا.
امال حجاج